توجد خرافة مزدوجة شائعة، البعض يقول: “المال لا يشتري السعادة” وآخرون مقتنعون تماما أن المال هو المصدر الوحيد للسعادة، وفئة ثالثة تؤمن بالخرافتين معا في نفس الوقت، يؤمنون بإحداها على السطح وبالأخرى في العمق.
لكن ما هي الحقيقة، هل المال يشتري السعادة ؟ الجواب : نعم ولا في نفس الوقت، كيف ؟
فاصل: كتابي : الربح والروح، متوفر الآن في معرض عمان الدولي للكتاب، والأسبوع القادم في معرض الرياض للكتاب، جناح : عصير الكتب
ويمكنك الطلب أونلاين من هنا، من دار النشر : عصير الكتب
المال = أوكسجين
إذا كنت تعيش بدخل لا يكفي أساسياتك: مسكن آمن، طعام، علاج ضروري وغيرها من الأساسيات، فإن المال في هذه المرحلة هو شرط للبقاء، يصبح مثل الأوكسجين، نقصه يخنقك كما يفعل نقص الأكسجين.
لن تكون في قمة سعادتك وأنت لا تستطيع دفع الإيجار أو تأمين الأساسيات لعائلتك
قد تكون شخصا واعيا وتحاول الاستفادة من التجربة لتقوية الإيمان، الرضا، الروحانية، والصبر لكنك لن تكون في قمة سعادتك
تنطبق على هذه المرحلة قول علي ابن طالب رضي الله عنه : لو كان الفقر رجلا لقتلته
في هذه المرحلة، أي زيادة في المال يعني بالضرورة زيادة مستوى سعادتك، قولا واحدا
شخص راتبه ضعيف بالكاد يكفي الطعام والإيجار، إذا حصل على دخل أعلى يغطي هذه الأساسيات بارتياح، يشعر أن همّه الأكبر قد اختفى، وسعادته زادت بشكل مباشر
المال يضخم خيرك وشرك
عندما يكون لديك ما يكفي من الأكسجين فإن معادلة السعادة تختلف قليلا
إذا كان لديك ما يكفي من المال وزيادة، فإن المال في هذه المرحلة يمكن أن يعزز سعادتك، لكن لا يصنعها من العدم.
إذا كانت السعادة موجودة في داخلك، فإن أي زيادة في المال تعزز فرص تعظيم سعادتك.
موظف مستقر ماليًا يسافر مع عائلته في رحلة سياحية، إذا كان سعيدا فإن هذه الرحلة قد تعزز سعادته، هنا المال لم “يصنع” السعادة من العدم، لكنه فتح الباب لتجربة تضاعف فرحته الموجودة أصلًا.
لأن المال بطبيعته يضخم ما هو موجود في داخلك
المغرور يزداد غرورا، والبخيل يزداد بخلا، ومن يشعر بالنقص يتضاعف شعوره بالنقص، ومن لا يشعر بالأمان تزداد مخاوفه
إذا كنت ممتنًا شاكرا، فإن المال سيمنحك المزيد من فرص الامتنان والشكر.
إذا كنت واثقا تزداد ثقتك، وإذا كنت كريما سيزداد كرمك، وإذا كنت روحانيا ستزداد روحانية
في هذه المرحلة ينطبق عليك حديث : نعم المال الصالح للرجل الصالح
سقف السعادة: الحد الذي يتوقف عنده المال
لكن حين تصل إلى مستوى معين من الثراء، يفقد المال قدرته على تغيير منحنى سعادتك. السيارة الفاخرة التالية أو الساعة الأغلى لن يكون لها تأثير كبير.
سيظل المال يشتري لك الكثير من الأشياء : الوقت، القوة، المكانة، صدور المجالس، الاستثناءات وغيرها، لكنه يتوقف عن إضافة جرعات صافية من السعادة.
بعد هذه النقطة، ما يصنع الفرق في سعادتك أمور أخرى مثل: علاقات صادقة وعميقة، صحة متوازنة، إحساس بالمعنى في العمل والحياة، روحانية أعلى، توظيف الأموال لتعزيز أداء رسالتك الروحية، وغيرها.
نعم، المال يشتري السعادة في مرحلة، ويعززها في مرحلة أخرى، ثم يفقد قدرته على تحسين منحنى سعادتك في مرحلة ثالثة.