عمل بلا روح = خبز مر، ما هو الحل ؟
لا تصلح الإجازة ما أفسده العمل
أغلب الناس يذهبون إلى أعمالهم مثقلين ويعودون منهكين، يعتقدون أن العمل بطبيعته معاناة وضغوط، وأن العمل شر لا بد منه.
وللتخلص من هذه المعاناة أو تخفيفها، ينتظرون الإجازات، يبحثون عن عمل أسهل، دوام أقصر، أو تقاعد مبكر أو حتى متأخر لمن يستطع إلى المبكر سبيلا.
لكن الحل الحقيقي ليس في الإجازات، ولا انتظار التقاعد، الحل موجود بين يديك، هنا والآن.
فاصل: كتابي: الربح والروح، متوفر الآن في معرض الرياض الدولي للكتاب، جناح: عصير الكتب.
متوفر في المكتبات الرئيسية في العالم العربي.
كما يمكنك الطلب أونلاين من موقع دار النشر: عصر الكتب، من هنا
المعاناة ليست بسبب العمل
الإنسان يحب الإنجاز بطبيعته. يبحث عن التحديات ويجد فيها معنى، لا يكره التعب بل يزعجه الفراغ والراحة الطويلة.
لكن ما يكرهه هو أن يُجبَر على عمل لا يشبهه، لا يعبر عنه، ولا يلامس أي اهتمام داخلي حقيقي لديه، و لا يعطي أي معنى لحياته.
يكره أن يجد نفسه مجبورا على تكرار مهام لا تعني له شيئًا، فقط من أجل سداد الفواتير، أو تحسين جودة الحياة.
عندما تكون في عمل لايعني لك شيئًا، فإنك تعاني، ليس بسبب الجهد، بل لأنك تستهلك طاقتك على شيء لا يهمك على المستوى الروحي.
تشعر أنك غريب عن ما تفعله، تشعر بالفراغ الداخلي حتى ولو كنت مشغولاً طوال اليوم.
أنت لاتكره العمل… بل اللامعنى، ما يستنزفك ليس عدد ساعات العمل، بل الساعات التي تقضيها في مهام لا تعني لك شيئا.
ما ينهكك ليس الجهد، بل المهام التي لا تحرّك فيك أي شيء.
باختصار : أنت تعاني بسبب العمل الذي لا ينسجم مع روحك.
لكن عندما تكون في المكان الصحيح، في عمل تهتم به من أعماقك، وتعمل على شيء يشعل في داخلك شرارة، فإن المعاناة تختفي، المشكلات تصبح تحديات ممتعة، ويتلاشى إحساسك بالوقت، وتنجز أكثر وبجهد أقل، عملك يصبح أجمل من إجازتك، ويرتفع إحتمال نجاحك وتميزك لأنك تعمل من قلبك.
حين تعمل في عمل منسجم مع روحك، ويعطي معنى لحياتك، ويلامس اهتماماتك العميقة، فإنك لا تتهرب من العمل، بل تتعطش إليه. تبحث عنه، تتعلم لأجله، وتواجه تحدياته بروح مختلفة.
هذه ليست مثاليات… بل واقع كل من وجد عملًا منسجما مع روحه.
لن تحتاج إجازة طويلة مجددًا
معاناتك ليست بسبب العمل بل بسبب نوع العمل، وإذا وجدت (أو صنعت) العمل الذي يعطيك المال والمعنى معا، عندها يتحول العمل من معاناة إلى مصدر للسعادة، يلهمك، ويغذيك روحيا.
قد تتعب وتواجه مشكلات، لكنه تعب لذيذ مثل الذي تشعر به عند ممارسة هواية تحبها، سباحة أو كرة قدم أو غيرها، لن يكون خالي من التعب، لكنه خالي من المعاناة.
تتحول من موظف يُستهلك نفسيا وصحيا، إلى إنسان ينمو عبر رسالة روحية.
عندها لن تفكر أبدا في التقاعد، ومن يرغب في التقاعد من السعادة ؟
إجازاتك بدلا من أن تكون هروبا، تتحول إلى استراحة محارب ناجح.
الصينيون يقولون : اختر عملًا تحبّه، ولن تضطر للعمل يومًا في حياتك.
ليس سهلا أن تصل إلى هذه المرحلة، لكنه أسهل من تحمل عملك الحالي لعشرين سنة قادمة.
جزء من تجربتك الروحية على هذا الكوكب هو أن تجد عملا يجمع بين المال، والروحانية، والمعنى والسلام الداخلي.
هذه التجربة لا تبدأ بترك الوظيفة أو تغييرها، بل بطرح السؤال الصحيح.
اسأل نفسك:
ما هي المشاكل أريد أن أكرّس حياتي لحلها؟
ما القضية التي أقبل أن أستيقظ لأجلها كل صباح؟
ما هي المهام التي أقوم بها حتى بدون مقابل مالي ؟