المكانة الاجتماعية تبدأ من داخلك
أزعم أن 50% من المشاكل الاجتماعية والضغوط النفسية يمكن أن تختفي لو أدركنا ما أسميه: متلازمة إرضاء الناس.
كم مرة سألت نفسك: ماذا سيقولون عني؟ كم مرة انزعجت لأنك لم تحصل على التشجيع الذي كنت تتوقعه؟ أو وجدت نفسك في موقف أساء فيه الآخرون فهمك؟ وحين حاولت إثبات العكس، ازداد سوء الفهم؟
نحن مبرمجون - بطريقة أو بأخرى - على ربط قيمتنا الذاتية وشعورنا بالأمان والثقة بما يعتقده الآخرون عنا. إذا أعطونا إشارات قبول أو تقييم إيجابي، نشعر بالسعادة والرضا ونشعر أن كل شيء على ما يرام. لكن إذا أعطونا إشارات تعبر عن رفض أو تقييم سلبي، نجد أنفسنا غارقين في الألم، والخوف، والغضب، وقائمة طويلة من المشاعر السلبية .
هذه البرمجة التي تربط قيمتنا وشعورنا بالأمان برأي الآخرين وتقييمهم هي جذر نصف معاناتنا النفسية والاجتماعية. هذه البرمجة أسميها: متلازمة إرضاء الناس.
فاصل: إذا كنت تريد حلول عملية وسهلة لفك التعلق بشخص ما (أو شيء ما)، يمكنك شراء الكتاب الرقمي : دليل فك التعلق، بالضغط هنا
يحتوى على 5 حلول أساسية تناسب 80% من للناس لفك التعلق بأي شخص أو بأي شيء
بالإضافة إلى 17 حلا إضافيا بديلا إذا كنت تحتاج المزيد من الحلول حسب الظروف المختلفة
متلازمة إرضاء الناس ليست مجرد عادة عقلية سيئة؛ إنها عبء ثقيل يستهلك طاقتك ويدفعك للدوران في دائرة مفرغة. كأنك تحاول ملء كوب مثقوب بالماء، مهما بذلت من جهد، يبقى الشعور بالرفض والإحباط حاضرًا.
أسوأ ما في هذه المتلازمة أنها تحرمنا من أنفسنا. تمنعنا من أن نكون على حقيقتنا خوفًا من أن نخسر القبول الاجتماعي. تجعلنا نتخلى عن أفكارنا، قيمنا، وحتى أحلامنا، فقط لننسجم مع توقعات الآخرين.
نمارس الرياء، نتصنع تصرفات، ونرتدي أقنعة ترضي الآخرين على حساب ذاتنا الحقيقية وأرواحنا. والنتيجة؟ خسارة مزدوجة. نخسر أنفسنا ونفشل في تحقيق رضا الآخرين، وذلك الخسران المبين
لأن الحقيقة القاسية التي يجب أن ندركها هي:
إرضاء الجميع مستحيل. مستحيل أن تحصل على تقييم إيجابي دائم من الجميع. قد تنجح اليوم في إرضاء مجموعة معينة من الناس، لكنك تخسر مجموعة أخرى. وقد تنجح في الحصول على تقييم إيجابي من الناس اليوم، لكن غدًا ينقلب الأمر إلى تقييم سلبي لسبب أو آخر
ضحكت فقالوا ألا تحتشم
بكيت فقالوا ألا تبتسم
بسمت فقالوا يرائي بها
عبست فقالوا بدا ما كتم
صمت فقالوا كليل اللسان
نطقت فقالوا كثير الكلم
حلمت فقالوا صنيع الجبان
ولو كان مقتدراً لانتقم
بسلت فقالوا لطيشٍ به
وما كان مجترئاً لو حكم
فأيقنت أني مهما أرد
رضى الناس لابد من أن أذم
السعي للحصول على تقييم إيجابي دائم من الناس ليس الطريق إلى الثقة بالنفس، ولا إلى القبول الاجتماعي، ولا إلى المكانة الاجتماعية.
كل مرة تربط فيها قيمتك الذاتية برأي الآخرين، فإنك تعطيهم مفاتيح التحكم في مشاعرك وثقتك بنفسك، وقرارات، وهذا شكل من أشكال العبودية، تعس عبد الدرهم، تعس عبدالدينار، تعس عبد الناس
المكانة الاجتماعية تبدأ من داخلك
السمعة الطيبة والقبول والمكانة الاجتماعية هي احتياجات إنسانية طبيعية، لكن طريقها ليس من خلال محاولة إرضاء الناس وربط ثقتك بنفسك وقيمتك الذاتية بتقييم الناس لك
الحل يبدأ من إدراك حقيقة بسيطة: لن تستطيع، مهما حاولت، أن ترضي جميع الناس طوال الوقت
ومهما حاولت، سيظل هناك من يرفضك أو ينتقدك أو ينظر لك نظرة دونية أو يسيء فهمك، دائما الناس لديهم وجهة فيك
هذه حقيقة مرة ومؤلمة خاصة أنك قد تضطر إلى قبول أن اشخاص مقربين منك، أو مهمين بالنسبة لك قد يرفضونك، أو حتى يحتقرونك
رضى الناس غاية لا تدرك، ورضى الله غاية لا تترك، فاترك ما لا يدرك وادرك ما لا يترك
قبول هذه الحقيقة هو بداية الفرج
القبول والهيبة الطبيعية
تحررك من متلازمة إرضاء الناس هو أعظم هدية يمكن أن تقدمها لنفسك ونشرة اليوم يمكن أن تكون بداية تحول جذري يعيد لك حريتك وسلامك الداخلي، قد أكتب حلول وتفاصيل أكثر إن وجدت أن هذا الموضوع يهمكم.
عندما تتحرر من عبودية آراء الآخرين، ستكتشف عمقًا جديدًا في الحياة، وستخرج من غفلة ربما رافقتك لسنوات طويلة.
ستشعر حينها بشيء مختلف، شيء لا يُشترى بأموال الدنيا، سلام داخلي وهيبة طبيعية نابعة من روحك، من أعماق نفسك المطمئنة، وليس من محاولاتك إرضاء الآخرين.